9. رأيك أمانة.
خرجَ المسلمون من المدينة لمطاردةِ قافلةِ قريشَ القادمةِ من الشام. لقد أَذِنَ لهم رسول الله r في ذلك لاسترداد أموالِهم التي صادرتْها منهم قريش في مكةَ بدون وجهِ حق. لكنَّ اللهَ تعالى كانت له إرادةٌ أخرى غير استرداد الأموال المنهوبة. كان الله تعالى يدّخرُ نصرا ساحقا للإسلام, فأرادَ وقوعَ حربٍ بين الإسلام والكفر. يريدُ الله تعالى إعزاز دينه بنصرٍ تتحدثُ به سائرُ قبائلِ أرضِ العرب, ويجعلُ للإسلام جيشا مهابا فكانت غزوة بدر سنة 2 هجريا؛ أولُ جهادٍ بالنفس في سبيل الله.
نَجَتْ القافلةُ من ملاحقةٍ المسلمين, فخرج لهم 1000 ألفُ مقاتلٍ من قريشَ فيهم 200 مئتا فارسٍ يريدون استئصالَ شأفة1 الإسلام نهائيا. وزحف لملاقاتهم جيشُ الإسلام المُكوَّنُ من 300 ثلاثمائة مقاتلٍ فقط وليس فيهم إلا عِدة فرسان قلائل.
ومضتْ قريشُ حتى نزلوا منطقةَ العدوة القصوى من الوادي, ونزل جيشُ الإسلام بمنطقةِ العدوة الدنيا. وأرسلَ اللهُ مطرَ السماء على رمال الوادي, فتماسكت الرمالُ تحتَ أقدامِ جيشِ الإسلام مما ساعدهم على المناورة والتقدم, بينما تفكتت الرمالُ تحت أقدام جيش الكفر فلم يقدروا على السير والارتحال. ثم تقدمَ رسولُ الله r بالجيش حتى وصل إلى أولِ بئرٍ في طريقه من آبار بدر وأمرَ الجيشَ بالتعسكرِ والتأهبِ للجهاد. وكان في الجيش شابٌ يُدعى الحُباب بن المنذر له رأيٌ آخر في المكان الذي حدده رسول الله r. فجاء الحُباب ووقف أمام قائد الجيش, حاكم الدولة, نبي الله r وقال:
· يا رسول الله, أرأيت هذا المنزل, أمنزلا أنزلكه الله ليس لنا أن نتقدمه ولا نتأخر عنه, أم هو الرأي والحرب والمكيدة؟
فرد النبي r قائلا:
· بل هو الرأي والحرب والمكيدة.
فعرض الحُبابُ خطته على القائد قائلا:
· يا رسول الله, فإن هذا ليس بالمنزل, فانهض بالناس حتى تأتي أدنى ماء من جهة القوم ننزله ثم نغوِّر2 ما وراءه من القُلب3 ثم نبني عليه حوضا فنملؤه ماءا ثم نقاتل القوم فنشرب ولا يشربون.
فأعجبَ النبيَّ r رأيُ الحباب وقال:
· لقد أشرت بالرأي.
ثم نفَّذّ رسول الله r ما أشار به الحباب
.....................................
ü ماذا كانت خطة الحباب بن المنذر؟
ü هل كنتَ لِتقول رأيا مخالفا لما قرره رسول الله r؟
===========================
1. يستأصل شأفته: يُزيله من أصله.
2. نسد الآبار بالحجارة فيصبح ماها بعيد المنال.
3. الآبار.
تعليقات
إرسال تعليق