8. الصبيُ الشجاع.
انتشر الإسلام في مكة بشكل كبير. وأسلم اثنان من أقوى الصحابة الكرام, هما عمر ابن الخطاب وحمزة ابن عبد المطلب عم النبي r. فقوى بإسلامها الإسلام وباتت للمسلمين شوكةٌ وجناب1. فعقدتْ قريشُ اجتماعا مُوَسَّعا بحضورِ جميعِ القبائلِ لينظروا كيف يقضُون على الإسلام. وبعد التشاورِ المستفيضِ اجتمعوا على رأيٍ واحدٍ وهو قتلُ النبيِ r. فاتفقوا على أن يقومَ بذلك عشرةُ 10 فتيةٍ أقوياء من شباب قريش, ولكي يوسِّعوا دائرةَ الثأرِ اشترطوا أن يكونَ كل شابٍ من هؤلاء الشباب من قبيلة مختلفة. وأعطَوْا كل شابٍ سيفا صارما. فذهب هؤلاء الفتيةُ إلى بيت النبي r وانتظروا خروجَه لِيَنْقَضُّوا عليه ويضربوه ضربةَ رجلٍ واحدٍ تقضي عليه نهائيا. وبذلك لا يستطيعُ بنو عبدِ منافَ أهلُ النبي r أن يحاربوا كل قبائل قريش مجتمعةً, فَيَقْبَلوا بمالِ الدِيَة.2
ولكن الله تعالى أخبرَ نبيَّه الكريم r بما كان من كيدِ قريش, وأَمَرَهُ أن يخرجَ مهاجرا إلى المدينة. فجهَّز النبي r مَتاعَه واستعد للخروج. ولكنه كان يحتاج إلى فتىً شجاعٍ ينامُ بدلا منه في فراشه, لِيُوهِمَ فتيان قريش الذين ينتظرون في الخارج أنه ما زال في الدار.
وكان يعيش مع النبي r في داره غلامٌ شجاعٌ يصلح لهذه المهمة الاستشهادية. فدعاه النبي r وطلب منه أن ينام في فراشه ويتغطى بِبُرْدِهِ 3 الأخضر. فوافق الغلام الشجاع على الفور وهو يعرف أن الشباب المنتظرين بالخارج ربما يقتحمون الدار في أية لحظة ويقتلونه.
وعندما خرج النبي r من داره أغشى 4 الله الفتيةَ العشَرةَ فصاروا لا يبصرون. ووضع النبي r على رأس كل واحد منهم ترابا دون أن يشعروا, ثم ذهب إلى غايته في سلام.
وفي الصباح مر رجل, فلما رأى شباب قريش قال لهم:
· ماذا تفعلون؟
· ننتظر خروج محمد.
· خَيَّبَكم الله, لقد خرج محمد ووضع على رأس كل ٍ منكم ترابا.
فلما تَحَسَّسوا رؤوسهم وجدوا فوقها ترابا, فاقتحموا الدارَ ونزعوا البُرْدَ الأخضر فلم يجدوا النبي r تحته وإنما وجدوا بدلا منه ذلك الغلام الشجاع الذي ضحى بنفسه حتى يتمكنَ رسولُ الله r من إكمالِ رسالته التي كلفه الله بها وإبلاغها للناس.
-----------------------------
ü فهل عرفت من كان ذلك الغلام؟
ü وهل كنت ستفعل مثله؟
ü هل سبق أن قمت بعملٍ للإسلام تفتخرُ به؟ ما هو
=====================
1 كناية عن القوة والمنعة.
2 ما يُدفع من مال لأهل القتيل مقابل العفو عن القاتل.
3 غطائه.
4 أعمى أبصارهم
تعليقات
إرسال تعليق