5. حمالةُ الحطب.

  5.     حمالةُ الحطب.

  


 


كان أبو لهبٍ عمُّ النبيِ r من أشدِّ أعداءِ الإسلام. ولَطالما حاولَ النبيُ r دعوةَ عمِّهِ إلى الإيمانِ باللهِ وتركِ عبادةِ الأصنامِ, إلا أنه كان يأبى ويعاندُ ويستمرُ في الكفرِ وتعذيبِ المسلمين. وكثيرا ما وعدَ النبيُ r عمَّهُ بخيرِ الدنيا والآخرةِ إنْ هو أسلم, فكان يُحَدِّثُهُ عن الجنةِ ونعيمِها من أنهارٍ وفواكهٍ ولحمِ طيرٍ وذهبٍ وياقوت, ولكنَّ أبا لهبٍ كان رجلا ماديا يحبُ المالَ حبا يصلُ لدرجةِ العبادة, فكان يستهزأُ بالنبيِ r ويُكَذِّبُهُ ويقول:

·            إن محمدا يَعِدُني بأشياءٍ لا أراها, ويقولُ إنها ستحدثُ بعدَ الموت. فماذا أفعلُ بها بعدَ الموت. هذه يدي فارغةٌ فماذا أعطاني محمد؟

ثم نفخَ في يديهِ قائلا:

·             تبا لكما1, لا أرى فيكما شيئا مما يقولُ محمد.

فأنزلَ اللهُ تعالى في أبي لهبٍ وزوجتِهِ سورةَ المسد:
"تبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ, مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ, سَيَصْلَى نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ, وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ, فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ "

فذهب الكفارُ إلى أمِّ جميل زوجةِ أبي لهب قائلين:

·             إن محمدا يهجوكِ2 ويقول إنك حمالةُ الحطبِ وفي جِيدِكِ حبلٌ من مَسَد.

فأخذتْ أمُّ جميل حجرا كبيرا, وذهبتْ تبحثُ عن النبيِ r تريدُ ضربَهُ في وجهِهِ الشريفِ بهذا الحجر.

وكان النبيُ r يجلسُ بجوارِ الكعبةِ مع صاحبِهِ أبي بكرٍ الصديق. فلمَّا رأتْ أمُّ جميل أبا بكر, ذهبتْ إليه وقالت:

·             أين صاحِبُكَ محمدٌ يا أبا بكر؟ لقد بلغني أنه يهجوني. والله لو رأيتُهُ لضربتُ وجهَهُ بهذا الحجر.

وأخذتْ تشتُمُ النبيَ r بعضَ الوقتِ ثم انصرفتْ. فقال أبو بكر للنبي r:

·            ألم تِرَكَ يا رسول الله؟

فقال النبي r:

·            ما رأتني, لقد أخذ اللهُ ببصرِها عني.


======================

 ويلٌ لكما.

 يَسُبُّكِ.

 

 

تعليقات