4. هل يفوزُ سيدُنا عمر هذه المرَّة؟

  4.     هل يفوزُ سيدُنا عمر هذه المرَّة؟



 

في سنة 9 هجريا قرر النبيُ r الخروجَ إلى غزوةِ تبوكَ لقتال الرومان, فقد قتلوا رسول رسول الله r إلى حاكم مؤتة, وأخذوا يُعِدّون الجيوش لقتال المسلمين. وعلم النبي r بذلك من سلاح المخابرات الإسلامي. لم يكنْ في خزينةِ الدولةِ ما يكفي من المالِ لتجهيزِ جيشِ المسلمين الهائل, فقد كان تعداده 30000 ثلاثين ألف مقاتل. فطلبَ النبيُ r من الأغنياءِ التبرعَ للجيش. وكان سيدُنا عمر بن الخطاب يحبُّ منافسةَ سيدِنا أبي بكرٍ الصديق في أوجه الخير, ولكن في كلِّ مَرَّةٍ كان يفوزُ سيدُنا أبو بكر. فوجدَ سيدُنا عمر في هذه المرّةِ فرصتَهُ ليفوزَ على سيدِنا أبي بكر ولو مرةً واحدة, فقرَّرَ التبرعَ بمالٍ أكثرَ منه. وبالفعل, قامَ سيدُنا عمر إلى بيتِهِ مسرعا وأحضرَ نصفَ مالِهِ جملة واحدة. ثم جاء إلى النبيِ r  وأعطاه المال. فلما رأى النبي r أن سيدَنا عمر قد أحضرَ نصفَ مالِهِ قال له:

·            ما أبقيتَ لأهلِك؟

فقال سيدُنا عمر:

·            أبقيتُ لأهلي النصفَ الآخر.

وانتظرَ سيدُنا عمر متحفزا حضورَ سيدِنا أبي بكر. وبعدَ قليلٍ جاءَ سيدُنا أبو بكرٍ حاملا المال الذي سيتبرعُ به للجيش, ووضعَهُ أمامَ النبيِ r وقال له:

·             يا رسولَ الله, هذا كلُّ مالي.

فقال له النبي r:

·            ما أبقيتَ لأهلك؟

فقال له:

·            أبقيتُ لهم اللهَ ورسولَه.

فعرف سيدُنا عمرُ عُلُوَّ مقامِ سيدنا أبي بكر وقال في نفسِه:

·            والله لن أسابقَكَ في شيئ بعد الآن يا أبا بكر.

 

 

تعليقات