3. ذهبتُ أُعالِجُهُ... عالجني.
استمر النبي r في تبليغ رسالة الإسلام رغب الصِعاب فآمن معه أولو القلوب الرقيقة والنفوس الصافية من أهل التقى والصلاح. ولما رأى كفارُ مكةَ تزايدَ أتباعِ النبي r , اتهموه بالجنونِ كي يُنَفِّروا الناسَ منه. وفي هذه الأثناءِ زارَ مكةَ رجلٌ كان يعالجُ الناسَ من الجنونِ يُدعى ضماد الأزدي. فلما سَمِعَ ضماد أن سفهاءَ مكةَ يَرمونَ النبيَ r بالجنونِ فَكِّرَ في أن يعالجَه, فذهبَ إلى النبيِ r في بيتِهِ وقال له:
· يا محمد, أنا أعالجُ من الجنون. وهناك الكثير قد شُفُوا على يديّ, فهل تسمحُ لي أن أعالجَك؟
فردَّ عليه النبيُ r مفتتحا حديثه بحمد الله والثناء عليه:
· إن الحمدَ لله, نحمدُهُ ونستعينُهُ, ومَنْ يهدِهِ اللهُ فلا مضلَّ له ومن يضللْ فلا هاديَ له, وأشهدُ أن لا إلهَ إلا الله وحده لا شريكَ له, وأن محمدا عبدُهُ ورسولُهُ, أما بعد....
فلمّا سمع ضمادُ هذا الكلام لم يستطعْ الصبرَ على النبي r حتى يُكمل حديثه فقاطعه قائلا:
· ما هذا الكلامُ الذي تقولُه يامحمد؟ هل يمكنُ أن تُعيدَهُ عليّ؟
فأعادَهُ النبيُ r عليه ثلاثَ مرات. فقال ضماد:
· هذا ليس كلامَ كَهَنَةٍ ولا سَحَرَةٍ ولا كلامَ رجلٍ مجنون. لقد قلتَ كلاما يبلغُ قاعَ البحرِ من شدةِ حلاوتِهِ وبلاغتِهِ.
فقال له النبيُ : r
· هاتِ يدَكَ أبايِعُكَ على الإسلام.
فأسلمِ ضمادُ الأزدي وأسلمَ بسببِهَ كلُّ قومِه.
تعليقات
إرسال تعليق