2. شجاعةٌ وتحدي.

  2.     شجاعةٌ وتحدي.

 



 

 

دأب كفارُ مكةَ على تعذيب المسلمين ضربا بالسياط وكيا بالنارِ كي يتركوا الإسلامَ وعبادةَ الله, ويعودوا إلى الكفرِ وعبادةِ الأصنامِ والتماثيلِ المصنوعةِ من الحجارةِ أو العجوةِ. وكانوا يمنعونهم من الصلاةِ وقراءةِ القرآن.

وذات يومٍ اجتمعَ جماعةٌ من شبابِ المسلمين بالقربِ من الكعبةِ المشرَّفة, فقال أحدُهم لأصحابِه:

·            إن الكفارَ لم يسمعوا القرآنَ الكريمَ من قبل. فمن يستطيعُ منكم أن يُسمعَهم بعضَه ؟

فقال شابٌ يدعى عبدَ الله بن مسعود:

·            أنا أستطيع.

فقالوا له:

·             إنك شابٌ نحيلٌ وليس لك أقرباءٌ أقوياءٌ يدافعون عنك, وإننا نخافُ عليك هؤلاءِ الكفار.

فقال لهم

·            إن اللهَ سيحميني منهم.

وبالفعل, قامَ الشابُ الشجاعُ في تحدٍ وإصرارٍ وجلسَ بجوارِ الكعبةِ وبدأَ في قراءةِ بِضعَ آياتٍ من سورةِ الرحمن بصوتٍ عال. فلمَّا سَمِعَهُ سادةُ قريش قاموا إليه وأخذوا يُكيلون إليه الصفعاتِ واللكماتِ والشتائم. وكلما ضربوه كلما رفع هو صوتَه بالقرآن أكثرَ حتى قرأ كل ما يريدُ وانصرف.

فلما عادَ إلى أصحابِهِ ورأوْا عليه أثرَ الضربِ المُبَرِّحِ1 قالوا له:

·            هذا ما كنَّا نخافُ عليك منه.

فقال لهم:

·             مازلتُ لا أخافُ أعداءَ الله, ولقد شَعَرْتُ اليومَ أنني أقوى منهم. وأنا على أتمِ استعدادٍ أن أعيدَ غدا ما فعلتُهُ اليوم.


==============================

  1 المؤلم.   

 

تعليقات