10. البيعُ الرابح.

  10.          البيعُ الرابح.

 



 

جاء صهيبُ بن سِنان الرومي رضي الله عنه, من بلاد الرُّوم إلى مكة وعاش فيها واشتغل بالتجارة حتى أصبح من الأثرياء. وعندما تَعَرَّفَ سيدُنا صهيب الرومي على النظامِ الإسلاميِّ الذي يدعو إليه رسول الله r وَجَدَ فيه قناعتَهُ وراحتَهُ النفسية, فذهب إلى رسول الله r وأعلن إسلامه.

وعندما أَمَرَ رسول الله r أصحابه بالهجرة من مكة إلى المدينة فِرارا من اضطهاد قريش, قرر سيدنا صهيب الهجرةَ. فامتطى فرسَهُ وأخذ سلاحَهُ وانطلقَ نحو المدينة ليلحقَ برسول الله r هناك, ولكن الكفارَ علموا بخروجه فخرجوا وراءه حتى أدركوه. فلما اقتربوا منه قال لهم:

·       ماذا تريدون مني أيها الكفار؟ تعلمون والله أني بارعٌ في الرِّماية, وأنَّ كلَّ سهمٍ في كِنانتي1 سيصيب واحدا منكم, ثم أقاتلكم بعد ذلك بالسيف وأنتم تعلمون مدى شجاعتي في القتال.

فقالوا له

·      لقد قَدِمْتَ إلينا من بلاد الروم فقيرا صعلوكا, وكَثُرَ مالُكَ عندنا وأصبحتَ غنيا في بلادنا, ثم تريد الآن أن تهربَ بمالِكَ إلى محمدٍ فتساعده به علينا. والله لن نسمح لك بهذا.

فقال لهم سيدنا صهيب:

·      فهل تَدَعونَني أذهبُ إن أنا تركتُ لكم مالي؟

·      نعم.

وهنا فكر سيدنا صهيب؛ هل يتركُ لهم كل ماله الذي تَعِبَ في جَمْعِهِ سنواتٍ طويلة ويعود فقيرا كما كان, أم يعودُ معهم إلى الكفر ويحافظ على ثروته. ولكنه يريد أن يكون بالقرب من رسول الله r والمالُ يمكنُ تعويضه؟

ولم يَدُمْ تفكير سيدنا صهيب كثيرا. فقد حدد اختيارَهُ فقال للكفار:

·       قدْ جعلتُ لكم كلَّ مالي.

ثم دلَّهم على المكان الذي يُخَبِّئُ فيه المال, وبالطبع صَدَّقَه الكفار لأنهم علموا بالتجربة أن المسلمَ لا يكذبُ ولا يَغْدُرُ ولا يخون.

وعندما وصل سيدنا صهيب إلى المدينة ودخل على رسول الله r فوجِئَ به يستقبلُهُ مستبشرا يقول:

·               رَبِحَ البيع, رَبِحَ صهيب.


-------------------------------------

ü            وفي رأيك أنت, هل ربح سيدنا صهيب أم خسر؟ وما وجه الربح؟

ü            هل كنتَ لِتضحّي بمالك من أجل انتصار رسالة الإسلام؟

=============================
 كيسٌ يعلَّقُ على ظهر المحارب تُحفظُ فيه السهام.

 

 

 

تعليقات